14 - 11 - 2024

مدينتى الفاضلة | يعني إيه حياة كريمة؟

مدينتى الفاضلة | يعني إيه حياة كريمة؟

شيء لا يصدقه عقل.. ولا يقبله مواطن يدفع مقدما ضرائب فواتير خدماته الاساسية.. التى هى أولويات واجبات حكومته.. الشعب هو دافع مرتبات الحكومة ، وهو الداعم بعضه.. أقل حقوقه هي تأمين حياة كريمة وأمان.. وهذه رسالة من د. سلوى كامل أستاذ اللغة الانجليزية .. نموذج للمراة المصرية بكل المقاييس الثقافية والوطنية.. رسالة أتمنى  على الأقل أن تجرح مشاعر الحكومة.. كفانا هبوطا لسقف حلمنا بحياة كريمة.

"هذه رسالة الى السيد رئيس الجمهورية لعله ينقذنا من هذا العذاب: يتردد على صفحات التواصل الاجتماعي هذه الأيام تحذيرات من أن ثمة مؤامرة تحاك ضد مصر لتفجيرها من الداخل.. ولذلك يجب على الشعب أن يعي تماما تفاصيل هذا المخطط وعدم الاستجابة له .. لأن المخطط بدأ تنفيذه بالفعل ويهدف إلى الوقيعة بين الجيش والشعب من ناحية وبين الشعب والدولة من ناحية أخرى.. ثم بين فئات الشعب نفسه.. ومن الطبيعي أن التنفيذ يكون على يد مسؤولين في الداخل للقيام بهذه المهمة التي تجعل من حياة الناس شيئا يصعب احتماله وتزيد من معاناة الشعب حتى يضج.. 

لم أصدق هذا الحديث عندما سمعته.. لأني أعلم أن الشعب اكتسب  وعيا كبيرا من تجارب سابقة تقيه شر الوقوع في فخ  هذا المخطط.. ولكن الإصرار على مضاعفة معاناة الشعب في قضاء حاجاتهم اليومية يزداد بفعل قرارات يتخذها بعض المسؤولين في الحكومة.. والأجدر أن نقول "غير المسؤولين".. وهذه هي القصة..

يعاني ابني من مرض مزمن يؤهله للحصول على معاش والده .. وهذا ما حدث بالفعل في عام ٢٠٢٢ .. لا أقول ببساطة كاملة لكن بجهد معقول أدى إلى حصوله على  هذا المعاش.. ولكن لابد من التجديد كل عامين.. نفس الإجراءات تتكرر كل عامين.. هذا لأنه من الممكن ألّا يظل الوريث مؤهلا للمعاش مدة طويلة.. وبدأنا الإجراءات هذا الشهر وإذا بموظف مكتب التأمينات يوضح أن الكومسيون الطبي لم يعد كما كان ما بين حي الهرم والدقي، ولكنه نقل إلى البراجيل.. وما أدراك ما الطريق إلى البراجيل.. البراجيل هي مكان خارج القاهرة بأكثر من ٢٥ كيلو متر سبق ان زرتها منذ عدة سنوات بخصوص أعمال مع شركة الكهرباء.. ولن أنسى الطريق إلى هذا المكان غير الآدمي.. هناك أماكن وكأنها ضربت بالقنابل.. الرحلة محفوفة بالخطر من سوء حال الطريق وعدد الميكروباصات واللواري عليه.. شي غير حضاري بالمرة.. صرح لي موظف المعاشات أنه لو له هو شخصيا حاجة تتطلب هذه الرحلة.. فلن يذهب مهما كانت الخسارة. وكنت أظن أن المسؤول في  الحكومة وقبل أن يصدر قرارا كهذا أن يطلب من الدولة إصلاح الطريق إلى هذا المكان ضمن مشروعات الطرق والكباري والأنفاق العديدة التي تتطلب هدم المدافن وأحيانا المباني وتنفذ بكل إصرار.. 

قال لي الموظف إن هذه الرحلة سوف تتكرر ثلاث مرات: أولا لتقديم الأوراق وتحديد موعد كشف الكومسيون.. ثم بعد ذلك زيارة أخرى للكشف ثم زيارة ثالثة لاستلام النتيجة والأوراق.. كل هذا يحصل لفئة من كبار السن والمرضى من مستحقي المعاش.. فلماذا هذا العناء بالله عليكم؟ لماذا لا يظل الكومسيون في مكان أقرب لهؤلاء المرضى وكبار السن؟ هل يهدف هذا القرار غير المسؤول إلى تعجيز هذه الفئة عن المطالبة بحقوقها أم الهدف هو المساهمة في المخطط الإجرامي لدس الفرقة بين فئات الشعب والدولة؟

 لابد من محاسبة المسؤول عن هذا القرار.. ثم بعد ذلك إما العدول عنه أو إصلاح الطريق كي يصل المستحق إلى داره سليما معافى بعد هذه الرحلة الطويلة .. أما الآن فهي رحلة شاقة محفوفة بالمخاطر علاوة على طول المسافة بدون أي داعي.. أرجو من الله أن يستجيب أي مسؤول في الحكومة لإصلاح هذا العوار الشديد .. فهذه الفئة من الشعب أولى برعاية الدولة بدلا من مضاعفة أعباء الحياة عليها."
----------------------------
بقلم: منى ثابت

مقالات اخرى للكاتب

مدينتي الفاضلة | تمزيق ثوب تراثنا القديم.. خيانة أم قتل خطأ؟!